حي البنات
أهلا بكي صديقتي
نورينا
سعيده جدا بزيارتك
إذا كنتِ زائره فأرجو منكِ التسجيل أما إذا كنتِ عضوة فأتمنى تسجيل دخولكِ فلقد اشتقنا لكِ
حي البنات
أهلا بكي صديقتي
نورينا
سعيده جدا بزيارتك
إذا كنتِ زائره فأرجو منكِ التسجيل أما إذا كنتِ عضوة فأتمنى تسجيل دخولكِ فلقد اشتقنا لكِ



 
أحدث الصورالبوابةالرئيسيةالتعليمآتالتسجيلدخول

 

 رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Đάrkήεss Άήgεlά
حًلًلْتي ،، فنورتينـآ بطلتَك
حًلًلْتي ،، فنورتينـآ بطلتَك
Đάrkήεss Άήgεlά


المُشآركًـآتِ : 38
تّقيِميُ : 2
دولـآرٍي : $10
الرّدود الجميلة : 0
بَلًدِي : Egypt <3
أوسمتي
أوسمتيً:


رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..! Empty
مُساهمةموضوع: رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..!   رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..! Emptyالسبت 16 أغسطس 2014, 20:38

آلسسلآم عليكم ورحممة آلله وبركآآته
كيف حآلكم؟
تممآم آن ششآآء آلله
آليوم جبت لكم روآية آعجبتني كثيرآ
لسست آنآ من كتبهآآ
 فقط آعجبتني بشدة وآحببت آن تشآركوني بهآآ
آتمني آن تعجبكم كممآآ آعجبتني
آه صحيح هي ليسست كآآملة 
آلكآتبة لآزآلت تكملهآآ


دمتم بود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zomorodah.banouta.net/t8599-topic http://ask.fm/IamTheBestGirl352
Đάrkήεss Άήgεlά
حًلًلْتي ،، فنورتينـآ بطلتَك
حًلًلْتي ،، فنورتينـآ بطلتَك
Đάrkήεss Άήgεlά


المُشآركًـآتِ : 38
تّقيِميُ : 2
دولـآرٍي : $10
الرّدود الجميلة : 0
بَلًدِي : Egypt <3
أوسمتي
أوسمتيً:


رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..! Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..!   رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..! Emptyالسبت 16 أغسطس 2014, 20:39

الفصل الأول
( أرواح بلا مستقر )


وقفت بسكون ، تتأمل منزلاً قضت فيه عمرها ، تتذكر ممرات ركضت بها ، وغرفاً اختبأت داخلها وأشخاصاً كانوا لها أكثر من مجرَد عائلة ، أكثر من مجرَد خدم ومربيين ، لطالما اعتقدت أنها ستبقى هنا حتى يختطفها الموت ، و لم تفكر ولا للحظة واحدة أنها ستترك الوطن الحبيب الذي آواها ومنحها الحرية والأحقية ..أطلقت زفرة عميقة ووقفت باحترام لكل تلك الذكريات العطرة لكل ضحكة ، و دمعة
ابتسمت بعذوبة للخادم الشاب عندما التقط حقيبتها ووضعها فوق العربة التي تنتظرها ، حانت منها التفاتة سريعة للحديقة الملونة والتي تعبت جداً واستمتعت كثيراً في زراعتها والعناية بها ..حتى غدت كجنة تخطف الأبصار
" آوه يا حبيبتي ..إنني لا أجروء على فراقكِ .."
مجدداً التفتت إلى السيدة الضئيلة الجسد ، هابطة درجات السلم بوهن محاولة جهد الإمكان التغلب على دموعها التي تحاول بعبث الإنهمار ..ضمتها بين ساعديها بقوة وبللت بماء عينيها كتف الفتاة الشابة التي ظلَت تعانق السيدة وتمسح فوق ظهرها كأنها هي الكبرى هنا
" سأفتقدكِ يا ابنتي الغالية ، وسيكون المنزل كقبر ضيق مظلم بدونكِ .."
أبعدتها قيد أنامل بسيطة ومسحت بكفيها المجعدين وجه الصبية الحسناء بحنان .. أمسكت دموعها وكبحت ألمها وحزنها
" لنأمل فقط أن يحسن والدكِ رعايتك ، وأن لايصيبكِ ما أصاب والدتك ..أوه أختي المسكينة لقد أحبَته بصـ.. ."
استاءت فجأة لقولها هذه الكلمات التي حرصت على عدم إخبارها بها .. وكررت تقول متظاهرة بالبهجة
" انتبهي على نفسكِ جيداً ، وراسليني فور ما تصلين إلى إسبانيا ... إياكِ أن تدعي سائق العربة أو تطلبي منه التوقف
إلا لأمر ضروري جداً..وأياً يكن يا زهرتي الصغيرة فإنني سأرسل معكِ السيدة الطيبة أورسولا فأنا أعرف طيشكِ المفاجئ وحبكِ للهواء الطلق ، وللمطر..رباه ماذا سيحدث لو تبللتِ بالمطر ..يا ربي ساعدني "
محاولتها الجاهدة لتبدوا طبيعية و غير منزعجة باءت بالفشل فراحت دموعها تتساقط من عينيها المجعدتين للمرة السابعة على الأقل منذ الصباح ..
مسحت برقة فوق كفي خالتها الطيبة ..ولثمتهما بحب دافئ ..وقلبها ينبض بعنف من ألمها لفراقها وهي التي اعتنت بها وتخلَت عن حياتها على الرغم من جمالها ومالها فقط لتربيتها .. لتغدوا كما هي الآن ليدي فرنسية رقيقة ومرهفة


"عزيزتي إليزابيث لا تقلقي ..سأهتم بها جيداً ولن أدع أي شخص يلمسها بأذى .."
أفلتت كفي ابنة اختها الحبيبة ومضت في طريقها نحو السيدة المكتسحة للسواد ، الواقفة قريباً من العربة الجاهزة
تشبثت بكتفيها ناطقة
" أورسولا ، أوه أورسولا أيتها الصديقة الوفية ، والأخت الحقيقية ...أنا متأكدة من أنكِ ستعتنين بها جيداً فوجودكِ معها هو الشيء الوحيد الذي يريحني قليلاً "
أبعدتها ملاطفة ورتبت قبعتها التي وقعت عندما أمسكتها السيدة إليزابيث بغتة ..تنحنحت بصوت خفيض ، وهتفت من فوق كتفها
" سيدة فارتين إنه واجبي فقط كما أننا في الوجهة ذاتها ..هيا يا صغيرتي دعينا نسرع فقد نقطع مسافة جيدة ونبيت في مكان ما قبل حلول الظلام ."
أماءت برأسها بسرعة و أطلقت خطواتها الرشيقة نحو خالتها الحنون ..التي ومجدداً عانقتها بقوة وأوصتها بالكثير من الأشياء التي سبق وأخبرتها بها ..وبصعوبة سمحت لها بصعود العربة بعد أن أغرقتها بقبلاتها ودموعها المالحة
أغلق السائق باب العربة بإحكام ومضى لمقعده ليحرك العربة ولينطلق إلى وجهتهم البعيدة ، والتي بالطبع ستكون متعبة
لزمت مكانها ولم تلوَح بيدها للسيدة فارتين التي فعلت ذلك حتى اختفت العربة من أمام عينيها

رفعت السيدة أورسولا مآقيها الداكنة نحو الصبية الشابة التي استغرقت ترمق الحقول والهضاب الخضراء بعينين خاويتين وهادئتين ليس وكأنها قد ودعت للأبد ربما امرأة ربتها وضحت بالكثير من أجلها
" إسبانية قاسية.. "
نطقت بها بهمس ساخر ..لم تفهمه مرافقتها فقد كانت أشبه بالتمتمات الخفيضة والتي اعتادت أن تسمعها منها .
كانت السماء شديدة السواد وكأنها على وشك الغروب مع أنها الظهيرة وحسب ...لم يستمر هذا الجو الغريب طويلاً
فسرعان ما أمطرت ، وتبلل طريقهم الطويل الوعر ..واستمرت الحسناء الصغيرة بتأملها لقطرات المطر المتساقطة على كفها الممدودة من النافذة بدون أن تقول لها السيدة أورسولا شيئاً
وقٌبيل الغروب توقفت العربة في نُزل يقع أعلى تل مطل على قرية صغيرة وهادئة كالموت ، تناولت عشاءها كما تفعل دائماً الأمر الذي أجبر مرافقتها على التيقن بأنها مجرد جاحدة ، ناكرة للجميل خاصة بعد أن رأتها تنام قريرة العين بدون أن تذرف دموعها أو تشكوا فراق أقرب الأشخاص إليها ..

ولعدة أيام أخرى أكملوا طريقهم ..توقفت العربة في طريقها بأمر آمر ، وما كاد السائق العجوز يسحب لجام خيوله ليتوقف حتى أقبل إليه جندي أسمر الوجه ، غائر العينين ..تأمله بشك المحارب ، الباسل والذي عليه أن يكون متوقداً وحذراً دائماً ..ألقى عليه بضع كلمات وأرسل نظراته باتجاه المرأتين داخل العربة ..حيث قالت السيدة أورسولا بكراهيَة ضايقت الشابة قربها
" إسبان قذرون ..إنهم لا يثقون بنا ويستمرون في مراقبتنا مع أننا مجرد نسوة ضعيفات ..لا شهامة أو مروءة بينهم قطعاً"
" يستحسن أن لا تدعيهم يسمعوكِ يا سيدتي .."
هتف بها السائق بعد أن سمعها تصيح مستنكرة ..وقد استفحل الأمر لدرجة أنها مصممة على رفض التوقف القادم
" خذ طريقاً آخر ..المهم أن تبعدنا عن هؤلاء الجبناء."
" كما تأمر سيدتي .."
لم تكترث لما يحدث من حولها ، والتوقف في كل مرة من قبل الإسبان الذين كل مرادهم وجل مطلبهم هو التأكد من أن كل شيء على ما يرام لا يزعجها ولا يضايقها بالطبع .. إلا أن إصرار السيدة أورسولا على الابتعاد عنهم تفوَق عليها وبذلك نفذ السائق كلماتها ..
كان قد مضى أسبوع كامل منذ انطلقت رحلتهم من مارسيليا ..ولم يتبقى الكثير ليقطعوه حتى يصلوا إلى إسبانيا وتلتقي بوالدها الذي ينتظرها –كما تتمنى- على الأقل
لاحظت أن السائق قطع طرقاً داخل الغابة وبغض النظر عن عدم رضاها بهذا القرار ..هذه الطرقات وعرة جداً واصطدم رأسها مرات عدة بجدار العربة
لم يغب عن أذنها صوت حوافر الخيول العديدة والمسرعة ..وأرادت أن يتوقف السائق لينظر ماذا من أمرهم ، ولماذا يلحقون بهم ...لكن صراخ السيد أورسولا به أن يسرع أربكها ... وأيقنت ان في الأمر مصيبة ما .
ومهما كان من محاولة فرارهم ..فقد حاصرهم الجنود بخيولهم الطويلة ، الرشيقة و التمعت بشرتهم العسلية تحت نور الشمس المتوهج ..
كان السؤال عن سبب هروبهم وعدم توقفهم موجهاً للسائق ...وسمعت همسات السيدة أورسولا التي وصلت إلى أذنيه عن طريق النافذة الصغيرة خلفه " أخبرهم ..أننا كنا قلقين من أن تكونوا لصوصاً أو قطَاع الطرق .."
صاح به الجندي الإسباني عندما سمع قوله التافه ، اللا منطقي..وبدا واضحاً كزرقة السماء كم هو متلعثم ومرتبك
" حسنـ حسناً سيدي أنت تعلـ...لـم بالتأكيد ..أنا رجـ ـل أعزل ومعي سيدتان ..لم يكن بإمكاني التوقف حقاً ."
دنا الجندي بجسده من السائق ..وتمعن محملقاً في وجهه العجوز ..وقد نحتت التجاعيد وجهه بدقة ربانية ،غمغم بشك ..مشيراً بيده إلى بقية الجنود المحيطين به " فتشوا العربة حالاً .."
اقترب من نافذتها ..وحدجها بنظراته الداكنة مطولاً ..قبل أن يلتقط يدها الصغيرة الملامسة لجيدها ويلثمها باحترام
" اسمحي لي آنستي ..نحن فقط نقوم بواجبنا .."
انتزعت يدها منه مجاملة ..وابتسمت ببطء إليه غير عابئة بما يحدث أو يقول ..
أدهشها ، وأثار حيتها منظر الجنود وهم يضعون حقائبها على الأرض ثم يبدأون بتفتيشها ... لم يكن الأمر مزعجاً بالنسبة لها
ولم تعدَه اقتحام خصوصية إطلاقاً...وفكرت في داخلها أنهم يفعلون ذلك لحماية بلادهم ..لاتدري أهي تتحجج لهم بهذه الأعذار لأنها تملك دماءً إسبانية ..أم أن منطقية أفعالهم أقنعتها
"ماهذا ..؟ "
رفعت عينيها الغائميتن إلى الجندي القابض على زجاجة صغيرة ..بها سائل داكن مائل للأرجواني آه ..بالأقرب إلى لون الباذنجان
أدارت رأسها باتجاه السيدة أورسولا عندما لم تسمع إجابتها على الفارس ، أمعنت النظر في تصرفاتها المضطربة .. حتى نطقت متلعثمة ، بصوت بالكاد يخرج من بين شفاهها
" إنـ ـه دواء يا سيـ يدي."
حدجها بارتياب ..وأعطاها للفارس المجاور له ..عائداً ليكمل أعمال بحثه وتفتيشه
أخرجت رأسها من النافذة ..عندما تناءى لمسامعها صوت حوافر الخيول المسرعة ..والتي انتهى بها الأمر بالوقوف بقربهم
" آو سيادة الدوق لقد جئت ."
أصاخت السمع إليهم ..وأيقنت مجيء أكثر من خيل واحد...إثنان على الأكثر..
" هل من شيء ؟ لم توقفون هذه العربة في منتصف الطريق ..."
هرع للرجل امامه ومد بإتجاهه الزجاجة التي عثروا عليها بين حوائج المسافرين ..لا تدري أهو لم يتكلم ، أم أن صوته كان خافتاً وغير مسموع ..بل ربما منظر السيدة أورسولا وهي تقبض بذعر على صدغيها أثار حيرتها.
" وجدتموه مع هؤلاء المسافرين ..؟"
رفعت حاجبها الأيسر متعجبة ، ولم تستطع ملاحظة الفارس الآخر الناطق للتو ؛ بسبب وقوفه خلف العربة تماماً
" إسـ إسمعي يجـ ـب أن نهـ رب حا حالاً .."
تلاشت الحيرة من وجهها ، و ارتخت عضلاتها بلا اهتمام ..أماءت برأسها نافية ..فهي لم تفعل شيئاً خاطئاً لتهرب
قبضت السيدة أورسولا على كفها الموضوع في حضنها ..، و قرَبت وجهها منها بجدية
" يجب أن نهرب ..إن لم تريدي الموت .."
زمت شفاهها الصغيرة ، غير عابئة بما تقول مرافقتها ..بل إنها انتزعتها منها ببطء وابتسمت نحوها مجاملة
" استمروا بتفتيش العربة جيداً... وأخبروني إن وجدتم شيئاً آخر .."
هذه المرة لم تنتظر السيدة أورسولا منها رأياً أو إجابة ..فقد فتحت باب العربة في الجهة الأخرى وجذبتها بعنف للخروج معها
وعلى الرغم من أنها لم ترى ردة فعل الرجال ..إلا أن صوت السيوف وهي تخرج من أغمدتها أفزعها
وركضت بها السيدة أورسولا داخل الغابة ..متلفتتة برعب حولها ..حاولت جذب يدها إلا أن مرافقتها صاحت بصوت مضطرب وبلا نفس
" أيتها البلهاء ..سيقتلونكِ لو وجدوكِ..متأكدة بأنهم قد قتلوا السائق بلا رحمة .."
خفق قلبها بين ضلوعها..وتاهت نظرة عينيها الكهرمانيتين بين غصون الأشجار المتشابكة والتي تمنعهما من إكمال حركتهما
" تباً للأشجار ..آآخ سحقاً كم أكره إسبانيا .."
أجبرتها على الإنحناء أسفلها والمرور عبرها للجهة الأخرى ..وكم عانت في حل ثوبها كلما عُقِد بالأغصان الشائكة المتفرعة
سمعت شهقة مرافقتها ..ورفعت رأسها إلى الأعلى ..، اضطربت حتى اعتقدت أن صوت خافقها مسموع تماماً ،راقبت بتؤدة الفرسان اللذين كانوا قبل دقائق أمامها ..ومن ثم رجلان .. اتخذا لنفسهما مكاناً في المنتصف
ملابسهما كانت مختلفة ..سوداء محددة بالذهبي الداكن..فاخرة ، حريرية ، غامضة جداً ...وفوق ذلك عباءات سوداء..
ارتجفت أطرافها ..وضمتهما بحذر ..عباءة أحدهما كانت تقطر دماً ...لقد قتل شخصاً للتو
رائحة الدم أصابتها بالغثيان ..فسلكت خطوات يسيرة إلى الوراء ..تأكدت أن هناك خطباً فقد عاود الجنود الإحاطة بهم
" لورد خوان ، هل نفتشهم ؟؟ "
أمعنت النظر في هذا اللورد ..شاب بشعر بني قاتم ..من الصعب ملاحظته لولا ضوء الشمس الذي انعكس على خصلاته
بالإضافة –احتدت عيناها- كان هو صاحب العباءة الملطخة بالدماء
ذُعِرت من الجندي الذي أمسك بكتفيها ، وراح يفتش ثنايا ثيابها ..الخالية الوفاض .. انسحب من عندها ناطقاً تجاه سَيده الآخر
" لا يوجد شيء مع هذه الآنسة ...سيادتك.."
" والأخرى ؟ .."
تمعَنت أكثر في صوته العميق المجلجل ..وإلى خيله الأسود المشابه له ..في كبرياء عينيه المحملقتين بها
عيناه ..! أتلك رمادية ؟ أم زرقاء داكنة ..؟ ..أغمضت مآقيها بسرعة ، وعدم تصديق ..هل بصرها يخونها ..؟ أم أنه يمتلـ..
" سيادة الدوق وجدنا هذا السلاح مع السيدة الأخرى .."
اختنقت بهواءها و جفلت في وجه السيدة أورسولا ..الهادئة .. هل في الأمر مكيدة ما ؟ سر ما لاتعرفه..؟
التقط الدوق السلاح المتوسط الطول ..خنجر بالطبع ..ملفوف بقطعة قماش سوداء ..أخرجها بروية ..وتمعن ومن ثم ناولها للورد خوان ..الواقف على يساره
" مالذي تريدونه منا ..؟ أنتم إسبان قذرون وستنتصر فرنسا في حربها معكم مؤكد "
" أنتِ ..." قالها ببطء ، متفرساً في وجهها ذي الملامح العريقة إلى إشارة قد توصله لإجابة...سمعت صوته العميق مجدداً ..أكثر حدة ..أكثر قسوة ..كان يرطن بالإسبانية ..الإسبانية التي لم تفهمها جيداً ... سوى أنه أمر بشيء مــ...
شهقت مرتعبة وعادت للوراء تتهادى في سيرها ...ضمت يدها إلى صدرها و مجدداً شهقت مستفظعة مما رأت ..لا ..لا يمكن أن يكون هذا حقيقاً.." سيدة أورسولا .." حرَكت شفاهها بدون فائدة
اقتربت منها بحذر ..وهزَتها ببطء فلم تستجب ..هزتها بقوة قليلاً فلم تستجب ...حرَكت جسدها الملقى على الأرض بعنف فلم تجبها
دماء ..اليوم كله دماء ..على الأرض ، وعلى العباءة..ودماء تملأ عنق السيدة أورسولا المطعون ..
حاولت إمساك نفسها ..لكنها لم تستطع ..بالكاد نهضت ..بالكاد أشاحت بوجهها عنها وعندما فعلت وقعت على الأرض
الدنيا معتمة حولها ..ولا وميض للنور ..أو أثر للشمس المعلَقة في السماء
أخرجت مافي جوفها ..ولم تحتمل رؤية ذلك السائل الأحمر مجدداً..هي تكره رائحته ولا تطيقه فكيف بها الآن ودماء السيدة أورسولا ملتصقة بثيابها ..
هبط الإثنان من خيولهما الطويلة ... وأحست بيد الدوق توضع فوق كتفها ..التفتت نحوه محدقة ..ولم تستطع تقبَل رائحة الدماء مجدداً..كان ينظر لها بارتياب ..خاصة بعد أن فقدت وعيها على الأرض ..أسند رأسها إلى ذراعه وهزها بعنف علَها تستيقظ
لكنها لم تفعل
" لقد فقدت وعيها سيادتك .."
خرجت من فاه خوان المبتسم بتهكم لكل ما حدث قبل قليل ..، ونهض الدوق وهو يحملها بين يديه ،أشار لمرافقه بقوله
" سنرى من أمرها .."
وضعها فوق خيله واتخذ لنفسه المكان خلفها ..، ضرب مؤخر الحصان بعقب قدمه ...وعدا الأخير بسرعة بعد ذلك ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zomorodah.banouta.net/t8599-topic http://ask.fm/IamTheBestGirl352
Đάrkήεss Άήgεlά
حًلًلْتي ،، فنورتينـآ بطلتَك
حًلًلْتي ،، فنورتينـآ بطلتَك
Đάrkήεss Άήgεlά


المُشآركًـآتِ : 38
تّقيِميُ : 2
دولـآرٍي : $10
الرّدود الجميلة : 0
بَلًدِي : Egypt <3
أوسمتي
أوسمتيً:


رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..! Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..!   رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..! Emptyالسبت 16 أغسطس 2014, 20:40

"السيدة البارونة تريد رؤيتك فوراً ."

نهضت من مكانها بسرعة قبل حتى أن ترفع رأسها نحو الخادم الذي ألقى عليها الأوامر ..وهرعت تتبعه بقلق واحتراز

تركت في الغرفة رجلين وامرأتين ..صاحت إحداهن بصوت مرتفع وهي تقف وتسير جيئة وذهاباً بلا هدف

" سحقاً .. مالذي قد تريده والدتي من هذه القذرة المشردة ..وفي وقت احتضارها بالذات .."

وافقتها أختها الواقفة قرب النافذة بكره شديد ، متحدثة بغيظ وازدراء لشخص الفتاة التي يتحدثون عنها

" ليس وكأننا أبناؤها الحقيقيون والتي أنجبتهم بطريقة شرعية تماماً ، كما أننا نحمل دمها واسمها وليست هي "

ساد الصمت بينهم للحظات معدودات ..وباشرت الأخت الأولى تصيح مجدداً متوجهة بنظرها إلى حيث الرجل الجالس أمامها

" مابك شارل ؟ أنت الأكبر هنا قل شيئاً ..هل ستسمح لتلك الفقيرة بالحصول على والدتنا ؟ ، هل ستسمح لها بأن تجعلنا نبدوا لا شيء أمامها "

عاودت أختها الأخرى تقول بالكره الدنيء ذاته 

" سوف تضرب بمكانتنا لدى والدتنا عرض الحائط "

قهقه الرجل الأخير في الغرفة بصوت مرتفع ، ورمق أشقاءه حوله بتهكم ..وبدا مستمتعاً بتوترهم وعصبيتهم

" عزيزتي ماريا لقد ضربت بمكانتكم عرض الحائط منذ أتت هنا "

حملقت به بحقد ، وهي له كارهة و على صدق كلماته ناقمة ..

اكفهر وجه المدعو شارل وتطلع إلى إخوته اللذين وأخيراً قد اجتمعوا على شيء ما ..وشيء سيء أيضاً

" لا تقلقوا ..أعدكم يقيناً بأنني لن أسمح لها بالحصول على أي شيء هنا ...تلك الغجرية الفاسقة "



***

" اغفري لي حبيبتي سابيينا ..فأنا لا أسبب لكِ إلا المشكلات "

رسمت على وجهها الفاتن ابتسامة مطمأنة .. وغادرت مكانها فوق سرير السيدة البارونة ..بدلت قطعة القماش بأخرى باردة ومسحت بها جسدها الساخن الذي أصابته الحمى وزادته إعياءً إلى ما به من ألم 

" سيدتي ، أنا بخير ما دمتِ معي ... المهم الآن أن تأخذي قسطاً من الراحة حتى تشفي من المرض وتعودي إلينا سالمة"

نقلت بصرها إلى سقف الغرفة المرتفع وهمست بصوت مخنوق ، متألمة 

" صدقيني يا حبيبتي أنتِ الوحيدة التي تريد مني أن أشفى ..أؤكد لكِ أنهم ينتظرون بفارغ الصبر رحيلي "

" لاتقولي هذا ..إنهم أبناؤك وأنا متأكدة أنهم قلقون عليكِ، ليتكِ رأيتِ وجوههم القلقة المضطربة في الخارج"

ابتسمت ساخرة وأطلقت ضحكة ضئيلة ..متمتمة بألم 

" آه يا سابيينا ..ما أرق فؤادكِ لا تزالين تحاولين إراحة قلبي الضعيف ..ولكن صدقيني أنا أمهم وأثق بنواياهم كثقتي بأن 

لون عينيك فاحم السواد ..مع أنني أفضل رؤية مآقيكِ في الحقيقة "



ضحكت لها مجاملة كما تفعل دائماً ، والحقيقة أنها تعرف جيداً أبناء سيدتها العطوف ، وأفكارهم البائسة القذرة

وتعلم أنهم قلقون من أن تغير والدتهم وصيتها وتذر بكل أملاكها لها .. ومع أنها هددتهم بذلك كثيراً إلا أن قلبها الرقيق رفض القيام بذلك ..

" دعيني أرى وجهكِ الفاتن يا ابنتي ، لا أعرف كيف عساي أترككِ تقاسين وجودهم وتسلطهم الدائم .. آه كم كنت أتمنى الموت ..ولكن منذ قدومكِ أصبحت الحياة ملونة وأكثر جمالاً في نظري ،كم أتمنى لو يطيل الله بقائي فأنعم برؤيتكِ صباح مساء"

جلست على السرير مجدداً وانحنت فوق سيدتها لتدعها تتأمل وجهها المحبب إلى قلبها 

ابتسمت بوجع ..ومسحت فوق خدها العسلي الناعم..استغرقت وقتاً طويلاً قبل أن تقول بعاطفة وقَادة 

" آه ما أجملكِ يا سابيينا ..وما أروع دفء عينيك السوداوين .. لقد تمنيت كثيراً أن أرى الشخص الذي اختاره الله ليتزوجكِ

أثق بأنه سيكون الأسعد حظاً .."

لم ترد إخبارها بأن أحداً لن يتزوج من غجرية كانت فقيرة مشردة ، لولا اعتناء بارونة رحيمة بها لكانت على الأرجح فتاة هوى

" حبيبتي..ادعي شارل لرؤيتي ..يجب أن أخبره بشيء مهم..لعل وعسى يكفر عن أخطائه بأمه المسكينة .."

راحت تنفذ أمرها على عجل ..وفي ثواني معدودة كان ابنها البكر راكعاً قرب سريرها..مكفكفاً دموعه المتساقطة 

ومقبلاً كف والدته المجعدة 

" شارل يا ولدي..لقد فعلت أشياءً سيئة كثيرة لأمك المسكينة ..ولست ألومك فأنت وإخوتك كوالدكم الراحل 

قساة ، جفاة .. فاليسامحكم الله على أفعالكم ..وليبارك لكم في أفعالكم الطيبة "

أظهر الضعف أمام والدته التي تحتضر وضم يدها المرتجفة إلى صدره بقوة 

" يا ولدي لست أوصيك إلا بشيء واحد..وعدني أن تنفذه..اعتني بسابيينا جيداً ولا تعاملها أنت وإخوتك بسوء 

إنها وحيدة بدوني ، وضعيفة كذلك ..عدني يا عزيزي وطمأن قلب والدتك..ودعني أمت مرتاحة وراضية عنك على الأقل"

التزم الصمت وصك على شفاهه بغيظ قبل كفها مظهراً كل الوجع ..وألصق جبينه بحافة السرير الخشبية

" أعدكِ يا والدتي الحبيبة ..فالترقد روحكِ بسلام ..."

لم يكن عليه قول ذلك فقد رحلت روحها الى بارئها ، وسكن جسدها المرتجف بين يديه 

رمقها مطولاً بعدم استيعاب وهز جسدها عدة مرات غير مصدق لموتها ، وضع أذنه عند صدرها ولم يساوره شك في توقف قلبها عن النبض ..تمالك نفسه ونهض واقفاً ملقياً بالغطاء فوق وجهها ... تمعن مرة أخرى في التحديق بجسدها الساكن 

وغادر المكان بسرعة نحو إخوته المضطربين عند باب الغرفة 

ازداد خفقان قلبها فور ما أبصرته يخرج من عند سيدتها ..وأسرعت نحوه تتأمل في وجهه ، تطمح أن ترى شيئاً يؤكد لها أن البارونة ستكون بخير ..

إلا أنه لم يلقِ لها بالاً بل قال بصوت جامد ، ونبرة أشد برودة من الثلج 

" لقد ماتت ."

شهقت بعدم تصديق وتجاوزته مهرولة إلى داخل الغرفة ، لكن يده قبضت عليها ودفعها بقسوة بعيداً نحو الجدار

" قلت لكِ لقد ماتت أيتها الغجرية القذرة "

سألته أخته الأولى بفزع ويدها تتشبث بساعده ، تأمل أن يطمئن قلبها 

" وثروتها ؟ "

ابتسم لها بسخرية وانتزع باشمئزاز يده منها مغمغماً بعدم اهتمام 

" إنها لنا ."

لم يأخذ الأمر منها وقتاً طويلاً قبل أن تقهقه بصوت عالي وتتعثر في سيرها كثملة بلهاء 

" يا إلهي ..لقد انتظرت هذا طويلاً ...لقد أردت هذا كثيراً ...الآن وأخيراً هذا المنزل سيكون لي .."

اقتحمت أختها ماريا الغرفة تبحث بجنون عن شيء ما ..والتقطته بعصبية من فوق الطاولة المستديرة ، ضحكت بخفوت

" إنه لي ..وأخيراً ."

اقتربت أختها منها وانتزعت حجر الياقوت بين يديها ..صاحت في وجهها بحقد 

" إنه لي ..هذا الياقوت لي أنا ...أنا الأخت الكبرى هنا "

راحت البنتان تتشاجران كالبهائم على حجر لا يغني ولا يسمن من جوع ..

اختنقت سابيينا بعبراتها ..ولم تصدق أن هؤلاء الأشخاص قد يشعرون هكذا تجاه أمهم المسكينة ، التي ربتهم وتعبت عليهم

وجهت نظرها إلى الأخوين الصامتين والذي راح أكبرهما يفتح خزنة والدته ويصب ما بها من نقود في جيوبه 

" أعتقد أنكم نسيتم شيئاً بالغ الأهمية هنا " 

تمتم بها شقيقهم الأصغر والذي وقف مكانه محملقاً بسابيينا بدناءة واضحة ... اقترب منها وعلى وجهه تلك النظرات المحتقرة 

" الآن أيتها الغجرية الفاسقة ..ما من أحدٍ لتختبئي خلفه .."

ازدرت ريقها بحذر ..وعادت بجسدها للوراء مبتعدة ..ذكريات الماضي القاسية بدت كما لو أنها تعيد نفسها من جديد

اقترابه منها ، الحدة المنبعثة من عينيه..ويده ..يده التي ستمتد لتصفعها ، لتقطع شعرها الأسود

انتصبت واقفة وحاولت الابتعاد والعودة لغرفتها ..على الأقل حتى يأتي المحامي العجوز الطيب

خاب أملها عندما وجدت نفسها بين الأختين المتوحشتين واللتان بدون تمهل ..راحتا تضربانها وتركلانها بعنف 

ضربات أحست سابيينا معها أن روحها ستخرج في أي لحظة وستلحق بسيدتها .. رباه كم كتموا من حقد طوال السنين السابقة 

كما لو أنهم كانوا ينتظرون هذه اللحظة التي يستفردون بها..ويمزقونها كما تفعل الكلاب المسعورة 

انتُزِعت منها مجوهراتها الثمينة ، وتمزقت ثياب الحرير الناعمة .. وانتهى الأمر بهم لأن يدفعوها من أعلى السلم .. 

تحسست بيدها الأرض التي وصلت إليها أخيراً وكتمت دموعها المنتظرة عند أهدابها تنتظر الإذن بالهطول

آه كم هي رقيقة ومهذبة دموعها 

تأوهت بوجع..محاولة النهوض من مكانها بعد الرحلة الجميلة التي مرَت بها حتى وصلت للأرض ..غمغمت لنفسها متهكمة

" سيدتي..آوه كم أنا موشكة على اللحاق بكِ ."

ماكادت تنهض جالسة حتى فاجئتها تلك القدم الضخمة المرتطمة بصدرها..، اختفى الهواء من حولها وشعرت بنفسها تختنق

وهذه المرة انهمرت بعض الدموع من مقلتيها الواسعتين ..

" سحقاً لكِ من فاسقة .. تستحقين هذا وأكثر.."

رفعت قدمها لتركلها في وجهها الحسن الفاتن ..إلا أن شقيقها الأكبر أبعدها بأن وضع يده أمامها 

" دعيها ماريا ... لا تريدين التورط بالمشاكل إن قتلتها .."

بدا الاقتناع عليها أخيراً ، وبالطبع لم يكن في داخل سابيينا أي أمل بأن أحداً من هؤلاء سيرحمها ، وسيعاملها جيداً لأجل والدته على الأقل..

انتزعها من الأرض كما لو أنه يجتث نبتة جذورها تخترق الأعماق..أحست بعظام رسغها تتحرك ومنعها صراخها من سماع صوتها تتحطم 

جذبها بوحشية كما لو كان يجر وراءه حيواناً ذليلاً ، ولم يكن ذلك صعباً بالنسبة له ..ولا أدري هل كان ذلك بسبب قوته أم استسلامها له 

لفح الهواء القادم من باب المنزل وجهها وشعرت برذاذ المطر يلامسها .. ، ألقى بها إلى الخارج بقسوة ..محملقاً في وجهها من فوق كتفه بلؤم ...وهو يحسب نفسه المنتصر 

" فاليكن الجحيم مأواكِ حيثما تذهبين أيتها الماجنة .."

أغلق الباب في وجهها ، وحسبته سيتحطم لشدة ما أقفله ...استغرقت تتأمل السماء قليلاً ، ثم ترسل بنظراتها إلى المنزل وإلى الحقول خلفه ..

عبثاً حاولت النهوض والتحكم بهيكلها المحطم ..، أحست بكل جزء من جسدها يؤلمها ..ويمنعها من الحركة 

" فالتذهب للجحيم أنت وإخوتك " تمتمت بها متأملة المنزل للمرة الأخيرة .. ومضت في طريقها حيث لا تعرف إلى أين تتجه

أو ربما هي ستتجه للمنزل في نهاية الطريق ..حيث تعيش أفضل وأعز صديقات السيدة البارونة ..برق في داخلها أمل بأنها قد تعتني بها ..تمتمت مجدداً بالسخرية اللاذعة ذاتها 

" أولاد عاقَون ..."



التقطت أنفاسها بعد أن وصلت أخيراً ، ولم تكترث كم تبدوا مثيرة للشفقة ..مبللة ، وممزقة الملابس ، وفي حال فوضى 

فتحت لها الخادمة العبوس الباب وسارعت تخبرها برغبتها في رؤية سيدتها ..اختفت من أمامها مغلقة الباب بعنف لايقل عن الذي رأته قبل قليل .

تملَكها الإيمان الضئيل ، ورفعت رأسها إلى النافذة العلوية حيث ينبعث صوت موسيقى البيانو العذب ، انتظرت الخادمة لتعود بفارغ الصبر؛ فهي بحاجة ماسة لتبديل ثيابها ، ومعالجة جراحها وكسورها ..

عادت الخادمة أخيراً ، وأشرق وجه سابيينا المجهد ، المتعب .. كأنما هو قمر قد أتعبه اقتباس نور الشمس 

" تسأل سيدتي عن حال السيدة البارونة .."

" لقد ماتت البارونة .."

ضيقت جبينها الواسع ، متعجبة من نفسها كيف نطقت بهذه الكلمات بشكل طبيعي ..في نهاية الأمر هي تمتلك شيئاً من طباع أبناء سيدتها ..ربما يجدر بها العودة إليهم إذاً ..ابتسمت لنفسها على أفكارها التافهة 

عادت الخادمة بعد أن أطالت الغيبة .. وتوقعت سابيينا أنها ستفسح لها المجال في الدخول ..إلا أن ماحدث كان عجيباً

كانت برفقتها خادمة أخرى وكانت الاثنتان تحملان سطلاً أزرق متوسط الحجم ..

استيعابها البطيء تغلب على فطنتها وذكاءها ... وفي لحظات كانت مبللة من رأسها لأخمص قدميها بعد أن سكبت الخادمتان الماء في السطل عليها فزاد بللاً إلى بللها 

" تقول لكِ سيدتي ارحلي ..فهي لن تقبل بمتشردة في منزلها .."

أغلقت الباب في وجهها ..وكالعادة بقوة ..، تنهدت بعمق..والثقل فوق ظهرها يزداد .. آذاها كون الأبواب قد أغُلِقت أمامها 

والرحمة نفيت من قلوب الناس ..طأطأت رأسها بانكسار وراحت تجر أذيال خيبتها ..خائفة ، مذعورة مما قد يخبئه لها الغد وهي البائسة ، المشردة بدون بيت أو عائلة 

" فاليعاقبكم الله ..ولتخلّدوا في الجحيم على قسوتكم "

تمتمت بها لنفسها وهي تسير في طريقها بلا مستقر .بلا مكان تلتمس به المأوى ..ضائعة ، تائهة .. لاتعرف ماذا تفعل 

تنهدت مجدداً ، ومضت في طريقها ..باحثة عن شخص ليقلها ، ليأخذها ، ليساعدها إلى أين تذهب 

صعُب عليها إيجاد مكان تبيت فيه ..فقضت ليلتها في أحد الأزقَة الضيقة القذرة ..ضمَت جسدها المبلل بيديها وارتجفت شفاهها من البرد ..عبثاً حاولت النوم ..وعبثاً أمسكت دموعها البائسة 

في اليوم التالي كان يجب عليها إيجاد مكان تنام به ، ولمَا لم يكن معها مال فإنها سارعت لتبيع شيئاً من شعرها الأسود الفاحم ، الطويل 

"بسبع فرنكات آنستي .."

" سبع فرنكات ؟ أتهزأ بي ؟ "

" آوه أنتِ لا تريدين قصَه كله ، كما أنه أسود ..ربما لو كنتِ شقراء لكان الوضع سيختلف قليلاً "

صكَت على شفاهها بغيظ وسمحت له بقص جزء كبير من شعرها المموج الفاتن ..لمست أطراف التي باتت تصل لأسفل كتفها وأمسكت رباطة جأشها محاولة أن لاتبكي..وفي النهاية وجدت لنفسها غرفة متواضعة عند سيدة بدينة ، سيئة الأخلاق

أيقظتها بعد يومين بقسوة صائحة 

" أخرجي الآن من منزلي يا عبدة السوء .." غدت الرؤية لديها معدومة ..مشوشة ، وغير واضحة إطلاقاً 

" انهضي أيتها الماجنة هيا ."

استلقت بالاتجاه الآخر متجاهلة إعطاءها أي جواب ..فالتصرخ كما تريد..هي لم تنم جيداً منذ أيام عدة ..ويحق لها الحصول على بعض الراحـ...شهقت وكأن فاجعة أصابتها عندما أمطر السقف مياهاً أصابتها بالبلل ..هه بل أغرقتها كلياً..

نهضت من مكانها بإقتضاب ..وودت لو تركلها وتلفيها أرضاً ..بل وتسكب فوق رأسها الماء أيضاً ..

تكلمت بصوت نائم ، منزعج

" الماء نعمة ..لا تسكبوه فوقي حتى لايعاقبكم الله ويمنعه عنكم .."

قبضت كف السيدة السمينة على رسغها المصاب بقوة ..ودونما إهتمام ..أجبراها على محاولة انتزاع يدها المسكينة 

وعندما حدث ذلك كانت ملقاة في الشارع والباب موصد بإحكام في وجهها

حاولت إلتقاط أنفاسها ..وراح صدرها يعلو ويهبط في حنق ، وامتحاق..أحكمت أعصابها التالفة ..ونهضت واقفة ..

ضربت الأرض الترابية بقدمها اليسرى ..صائحة بغضب

" تباً للعنصرية ..آخ كم أكره الفرنسيين..مملوؤون بكبرياء مثير للإشمئزاز "

ضربت الأرض مجدداً وصاحت بالطريقة الحانقة ذاتها ..

" تباً لأوروبا كلها .."

ارتخى كتفاها..وأوشكت دموعها على النزول من فرط غيظها .. تماسكت ، وأحكمت رباطة جأشها بتحدَي ..فهي لن تبكي لمثل هؤلاء التافهين ..المملوءين بالفخر الفارغ 

" إن لم أكن فرنسية ..فمن أنا .؟ "

كانت تتمتم بها لنفسها في سيرها نحو المجهول ، سير بلاهدف حيث لاتعرف إلى أين تذهب..جلست على أقرب أرض باردة عند الحائط..وضمت قدميها إلى صدرها بعد أن زفرت بعمق .. إنها تستحق لقب المشرَدة وبجدارة الآن ..

لقد مضت أربعة أيام منذ ماتت سيَدتها البارونة ، وتشرَدت بعدها في طرقات تولوز ، الموحشة والكريهة 

أين تذهب الآن ..؟ ومن سيقبل بها ؟ لقد اتفقت مع تلك السيدة على العيش معها في المنزل مقابل مبلغ تدفعه كل شهر 

" آوه فتاة صغيرة ..جميلة ."

رفعت رأسها بحدة ، وتوجَست في نفسها خيفة من المرأة صاحبة الرداء الأسود المحيط بوجهها الجميل ..

جلست على الأرض بقربها وسألتها باهتمام 

" مالذي تفعله شابة جميلة مثلكِ هنا ها ..؟ طرقات تولوز ليست بالشيء الآمن كما تعلمين."

كشَرت باقتضاب وراحت تهز جسدها للأمام والخلف بضيق ..

" لا أعرف أين أذهب ..لا منزل لي ."

مالت شفاهها المكتنزة بمكر أنثوي ..ومالت نحو سابيينا الصامتة ..بعد أن فضَلت عدم قول شيء لهذه السيدة 

قرَبت وجهها منها بالمكر ذاته ...همست بخفوت مثير للريبة و.....الاشمئزاز

" تعرفين ..بمثل جمالك..تستطيعين ان تجدي رجـ...

جزرتها بعنف و دفعتها بعيداً عن وجهها ..استقامت بسرعة وغادرت مكانها ..فآخر ما تريده هو أن تصبح بائعة هوى

" لن تهربي أبداً...هذا هو مصيركِ.. أنتِ مجرَد غجرية شرقية .."
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zomorodah.banouta.net/t8599-topic http://ask.fm/IamTheBestGirl352
Đάrkήεss Άήgεlά
حًلًلْتي ،، فنورتينـآ بطلتَك
حًلًلْتي ،، فنورتينـآ بطلتَك
Đάrkήεss Άήgεlά


المُشآركًـآتِ : 38
تّقيِميُ : 2
دولـآرٍي : $10
الرّدود الجميلة : 0
بَلًدِي : Egypt <3
أوسمتي
أوسمتيً:


رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..! Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..!   رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..! Emptyالسبت 16 أغسطس 2014, 20:41

" أنظري إليها تزداد جمالاً في كل مرة أراها فيها ."
نطق بها الرجل الكهل صاحب الصوت الأجش ..وعيناه خلف زجاج النافذة سارحتان ، يتأمل باستمتاع أجمل ما منحه الإله
" آوه أجل الآنسة ليديا رقيقة جداً ... أخبرني يا سيدي هل وافقت على الشاب الذي تقدم لخطبتها "
التفت بعينيه بغتة نحو المربية القديرة والتي قضت أكثر من نصف حياتها في منزله وكفرد من عائلته تربي بناته وتهتم بهن حتى نشأن كونتيسات إسبانيات مهذبات
" لا ، لم أوافق إنها لا تزال في السابع عشرة ..كما أنني كنت أتحدث عن روز ماري يا آنسة أدريانا.."
طرفت بعينيها بسرعة .. وأظهرت التفهم على محياها الرزين
" أجل بالطبع ..الآنسة روز ماري جميلة جداً أيضاً ."
" من تشبه برأيكِ ..؟"
وضعت الرسائل التي تقرأها جانباً ورفعت رأسها بجدية نحو سيدها الهادئ ، الملتمس لنفسه مقعداً أمام النافذة الكبيرة
" تشبه والدة سيادتك بالطبع ..."
مالت شفاهه قليلاً..ولم يعلق على قولها الصحيح فابنته الكبرى الجميلة تشبه والدته التي يعدَها الشخص الوحيد الذي كان يفوقه قوة وصلابة ...أياً يكن لقد توفيت منذ أمد ..وأحس بأن الإله قد وهبه روز ماري لكيلا ينسى السيدة التي أنجبته
" تشبه والدتك يا سيدي ..حتى في أخلاقها و تصرفاتها .."
" تقصدين أنها قاسية ؟ "
ارتبكت وتلعثمت في كلماتها ، نهضت من الأريكة واقتربت لتقف على يمين سيدها ،بدت كارهة لما ستقوله ولكنها على أي حال نطقت
" لم أقصد ذلك يا سيدي الكونت ..إنها مهذبة نعم ، وجميلة ، وتمتلك أنوثة طاغية ولست أستطيع إنكار تأثيرها المسيطر على من حولها ...لكنها واسمح لي لما سأقول ...مخيفة ويبدوا أنني علمتها كل شيء ما عدا الابتسام وفن الرد والكلام
آوه لا لقد علمتها ذاك الأخير لكنها لا تطبقه أبداً ..الآنسة روز ماري شابة يافعة وينبغي أن تعرف أن صمتها الدائم ، وأفعالها القليلة واكتفاءها بالقراءة ومراقبة الطيور لن يفيدها أو يغير في مستقبلها شيئاً ."
لم يصلها رد من سيدها الذي استغرق في مراقبة ابنته الصغرى تركض بفرح في أرجاء الحديقة الواسعة
تلك التي راحت تلعب مع جروها الصغير بسعادة ، وتدور حول الأشجار المنتشرة في كل شبر من الحديقة الخضراء

أكملت الآنسة العانس أدريانا ما ابتدأته من مقارنة بين الأختين الكونتيستين
" وعلى غرارها الآنسة ليديا لطيفة ، عذبة ، ولسانها حلو الكلام ...تشعر من حولها بالراحة ولا تتوقف عن الابتسام"

دخلت الخادمة الغرفة المريحة للنظر ، والمرتبة ببساطة كما يحب سيد المنزل ليجلس بها .. خضعت له بالانحناء متكلمة
"سيدي الكونت ، آنستي ..الطعام جاهز على المائدة ..تماماً كما طلبت سيادتك .."
استقام واقفاً من مقعده .. وبرز قوامه الضخم .. وكتفاه العريضان ..ألقى نظرة أخيرة من الشرفة ..وهتف آمراً
" أرسلي في طلب روز ماري ، وليديا حالاً .."
انحنت كما المرة السابقة ..وحثت الخطى إلى الخارج لتنفذ أمر سيدها ..ذاك الأخير حدج بزاوية عينه السيدة أدريانا الواقفة في مكانها وشعر بانزعاجها لعدم تعليقه على ما قالته .. زفر بحدة ، مقطباً حاجبيه الكثين
" سيدة أدريانا..أعتقد أنكِ قمت ِ بعملك على أكمل وجه ... لا يمكنكِ تغيير ما لايمكن تغييره ..ولست أرى عيباً كبيراً في صمت ابنتي ، كما أنها ليست انطوائية وهذا الأفضل ...روز ماري لا تحب الكلام عديم المنفعة .."

غادر الغرفة ، تاركاً كلماته ترن في أذني المربية العانس .. عضت على شفاهها بامتعاض ..وسلكت طريق سيدها خارج المكان بوجوم.. إنما في وجهة غير وجهته وفي طريقها ألقت نظرة على الكونتيستين المتناقضتين
عانقت صغراهما والدها، و بذلت جهدها في الوقوف على أطراف أصابعها لتلثم خده الملون بخطوط الزمان المزعجة
" حسناً ، حسناً أيتها الصغيرة ..الطعام ينتظر وبإمكانكِ العودة للعب لاحقاً..بعد إنهاء دروس اللاتينية طبعاً "
تلوَنت تعابيرها حتى استقرت على العناد الطفولي وحركت رأسها رافضة بدلال
" آوه أبي .. حسبتك ستقول بأنني معفاة من الدروس اليوم .."
بحب أبوي ، ولطف غامر داعب أنفها الملتصق بساعده والذي احتوته أيضاً بين يديها الضعيفتين
" لقد أعفيتكِ بما فيه الكفاية .. يجب أن تهتمي بدروسكِ أكثر .. وخاصة الحساب أيتها الشابة .."
زمت شفاهها بعدم اقتناع وأياً يكن فإنها سارعت للجلوس على يساره في الطاولة بينما أخذت أختها الكبرى المقعد الأيمن
" أعتقد أن عليك أن تهتم بغذائك أيضاً يا والدي ..انظر لصحتك أراك تزداد نحولاً ، وعيناك تبدوان ذابلتين ومرهقتين "
رمقها بإمعان من فوق أطباق المائدة وسرح يتأملها تبعد شعرها الذهبي عن وجهها بانزعاج ..وتحرك بخفة السكين فوق طبق اللحم ... وفكر قليلاً لا يهم كيف مضت تلك السنون الغابرة ، ومحاولاته الجاهدة في إبعاد شبح زوجته الحبيبة عن وجهه...فيا للسخرية كان يحاول نسيانها والتوقف عن التفكير بها كل صباح .. وهاهي تكبر أمامه وتتفتح كورود الأقحوان العطرة
" ألا تظنين ذلك أيضاً يا أختي ..؟ "
عادت تتحدث بعد ارتشافها شيئاً من عصيرها ..موجهة بصرها إلى حيث أختها المعتكفة على ملازمة الصمت
رفعت وجهها أكثر باتجاه ليديا الصغيرة وأضاء وجهها المغري الحسن مسحة من الانتباه الزائف لما يقال .. رمقت ببطء والدها الجالس على يسارها ..قبل أن تعود لتقول بلا اهتمام
" أعتقد ذلك .."
ابتسم لسماعه صوتها ، صوت لا كتغريد البلابل ولا كعزف الناي .. ولكن هادئ ، عذب ، به غنة أنثوية ورقة فطرية
جملتها القصيرة تلك كانت الشيء الوحيد الذي تفوَهت به على المائدة..وبعد أن انتهت طلبها والدها ليراها في الحديقة

ألفته خارجاً بعد ذلك عند الإسطبل يمسك على خيله الأسود الجامح والذي يرفض أن يمتطى من قبل شخص آخر غيره
راقبته مهتماً به ، ويمسح فوق جيده الطويل برعاية واهتمام ..كأنه يعامل صديق السنوات الماضية
" آوه ..ها أنتِ ..رافقيني فسآخذ جولة في الغابة .."
أشار لها بيده نحو الفرس الأبيض الذي يسحبه السائس الضئيل الحجم ..مدت كفها له فاقترب يبغي المداعبة من قبلها
امتطته بمساعدة والدها ..وركب هو خيله الأصيل لينطلقا سوية نحو الغابة المظلمة ، الداكنة خلف القصر
وصوت السائس المجعجع المؤذي يتمنى لهما السلامة ورحلة طيبة ..

ركض الحصان ومن خلفه الفرس الرشيقة واختفيا مع مرور الوقت داخل جذوع الأشجار ، بين الأوراق المتساقطة
ونغم عناق الأغصان وتمايلها على موسيقى الريح العنيفة ..والتي لا يعرف لها أي كان وقتاً ولا ميعاداً
وجدت نفسها في مساحة واسعة خضراء ملأى بحقول الأقحوان الذي يحبه والدها .. بسبب والدتها التي كانت مولعة به
نقلت مآقيها في المكان الذي لم تزره منذ زمن ...مع والدها على الأقل..باستثناء ليديا التي تزوره بشكل أسبوعي تقريباً
" هل تحدثت إليكِ السيدة أدريانا ؟؟ "
حرَكت فرسها لتسير بمحاذاته و أجابته موحية باهتمامها الخفيض ، و تفضيلها البقاء صامتة وفي غرفتها في المنزل
" في أي شيء بالضبط ..؟ "
ابتسم لنفسه متهكماً ..فهو يعرف مقتها لإطالة الكلام ولكن سؤالها هذا يعني أن السيدة أدريانا قد أزعجتها بتطرَقها لمواضيع عدة وبتوجيهاتها التي قد يحتاجها الجميع باستثناء روز ماري المستقلة كلياً..والعاقلة
" دعيني أرى ..ماذا عن شأن الخاطب من جنوا .. ؟ "
لم تعلَق على قوله ..واكتفت بأن حركت كتفيها بدون إجابة مفيدة ..أياً يكن فقد فهم والدها منها –وكالعادة بالطبع- عدم اهتمامها
" لا ..؟ هل أنتِ رافضة للزواج كلياً ؟ أم تظنين أنه لا يناسبكِ ."
مجدداً لم تهتم بإعطاء إجابة ..وأخذ الأمر منها وقتاً طويلاً لتعلن بأنها لا تعرف وحسب..وانشغلت بتأمل الأفق البعيد بمآقيها الغائمة ..بدون هدف ..أو هكذا خٌيِل لوالدها
" روز ماري .. ؟ هل لكِ أن تهتمي بما أقوله قليلاً ..! "
" إنني مهتمة ..! "
همست بها بصوت واضح ، محاولة سحب لجام فرسها باعتدال مانعة إياها من مواصلة سيرها ..ومن المثير للسخرية أن فرسها الجميلة تناقضها ..وتفضَل المشي بكبرياء بين الورود
" إذاً أخبريني مالذي لا يجعلكِ توافقين على الزواج من الخاطب من جنوا ..إنه دوق شاب كما أعلم ..إيطالي صحيح ولكن هذا ليس بالمشكلة ..ما رأيكِ .."
التزمت الصمت ..وأجفلت تراقب الطيور التي حلَقت بغتة في السماء الواسعة ..متحررة من كل حبالها المقيَدة
" أعتقد أنني لست مستعدة بعد .."
صك على شفاهه باستياء ..ولا يعرف كيف دافع عنها وعن أسلوبها أمام السيدة أدريانا وهو ينزعج من صمتها وعدم اهتمامها في كل مرة يتجاذبان فيها أطراف الحديث ... تساءل ملياً إن كانت ابنته طبيعية ..فهي لم تعد لتتصرف بشكل عادي منذ وفاة والدتها ..انزعج لتفكيره بأن هذا قد أثَر فيها .. وحفر بصمته بقسوة في ذاكرتها .. لم هي لاتشبه الفتيات الأخريات ؟
لم ليست مثل شقيقتها الصغرى ..المهذبة ، الجميلة ، المثالية ...
" وإلى متى تريدين البقاء هكذا ؟ ليس لأنكِ تشكلين لي مشكلة بالطبع ..ولكنكِ تؤذينني وتجعلينني أحس بأنني مقصر في حقك"
هذه المرة أظهرت الاهتمام بما يقوله أو هكذا خُيِل لوالدها المتضايق
" والدي ، تظن أنت أيضاً أن هناك مشكلة بي ؟ أرجوك ارتح فأنا لا أعاني أي نوع من المشاكل ...كما أنني لست مستعدة لأكون سيدة متزوجة بعد .."
تنهد ملأ رئتيه بعد كلماتها هذه وقد أخذ منها جوابه الشافي الذي يريده ، ليطمئن قلبه ..، مدهش كيف استطاعت اختصار كل شيء يريد معرفته في هذه الكلمات القليلة
" حسناً..دعيني أعلمكِ أننا تلقينا دعوة من الكونتيسة إيزابيلا دي جيرونا لحضور حفل تقيمه بعد أيام في قصرها ، أطلعي أختكِ على الأمر .."
أخفضت عينيها بطاعة لأمره قبل أن يعاود القول " دعينا نعد الآن هيا .."
انطلق بخيله السريع كالبرق قبلها وتوقف فور ملاحظته عدم لحاقها به ..أدار رأسه باتجاهها حيث انشغلت بالمسح فوق عنق فرسها
" هل ستبقين .. ؟"
حركت رأسها بنعم ..فانطلق والدها قبلها تاركاً إياها وحيدة مع خيلها الجملية ، غير قلق عليها فهذه الغابة تقع ضمن أملاكه الخاصة ...واستغرقت تفكر ببطء ..بأمر هذا الخاطب الإيطالي ..ومن جنوا أيضاً ..أي فائدة ستكون له من زواجه بها
" لاشيء "
همست بها لنفسها بخفوت بعد أن هبطت عن ظهر خيلها وسارت بعيداً ممسكة باللجام بكفها الأيسر..
استغرقت وقتاً طويلاً في تأملها ، وتجولها وتمعَنها في التحديق بكل شيء ..، وصل لأذنيها صدى صهيل مدوي لخيل ما
ولم تحن منها التفاتة حتى صار الخيل قريباً منها ..هبط الفارس من على ظهره وراح يكلمها بجدية وتعلوا وجهه الدناءة والبلاهة
تجاوبت معه في الحديث ..وكان ذلك أطول من حديثها مع والدها الكونت نفسه ..
مضت ايامهم ببطء ..ليديا متحمسة بشدة للحفل فقد مضى دهر على آخر حفلة حضرتها كما تقول ، ومن ناحية روز ماري فالحياة متشابهة لا أكثر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zomorodah.banouta.net/t8599-topic http://ask.fm/IamTheBestGirl352
Đάrkήεss Άήgεlά
حًلًلْتي ،، فنورتينـآ بطلتَك
حًلًلْتي ،، فنورتينـآ بطلتَك
Đάrkήεss Άήgεlά


المُشآركًـآتِ : 38
تّقيِميُ : 2
دولـآرٍي : $10
الرّدود الجميلة : 0
بَلًدِي : Egypt <3
أوسمتي
أوسمتيً:


رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..! Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..!   رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..! Emptyالسبت 16 أغسطس 2014, 20:43

انهمرت قطرات المطر الباردة فوق الزجاج العاكس ، وتسابقت في الوصول إلى قاع النافذة المعدني ..بسرعة ، بسرعة ..
ثم ببطء ..حتى توقفت تماماً وهدأ صوت المطر العذب في الخارج..
أخرج رأسه الذهبي من النافذة وأصاخ السمع جيداً للصوت المنبعث من الحديقة ..تنفس ملأ رئتيه ..وحاول الإبتسام جهد إمكانه
عاد بخطواته للوراء وأغلق النافذة على عجل
" ستذهب الآن ؟ "
رسم البرود على محيَاه ونطق بسكينة ..مثبتاً عيناه في وجه السيدة المسنَة أمامه ..تلك التي كانت تتكأ على عصا خشبية تسند بها ظهرها ، وتعدل جسدها " أجل ..لقد توقف المطر .."
حدجته بنظراتها المزدرية ..ورفعت أنفها في كبرياء زائف ، تجاهلت وجوده ورحلت من أمامه قائلة بجفاء
" فكَر منطقياً في ما قلته ..وتخلَص من كومة القذارة تلك التي تضعها في منزلك .."
لم يلقي بالاً لما قالت ..بل إنه اتجه بخطواته للباب الخارجي وغادر المنزل ..عازماً للمرة العاشرة على الأقل أن لا يعود إلى هنا 
وفي كل مرَة يحن قلبه لتلك السيدة التي ربته ، والتي بسببها يكره القدوم لهذا المكان 
امتطى حصانه الأبيض ..وانطلق بسرعة كالسهم متجاوزاً سور الحديقة ، تسابقت أشعة الشمس المشرقة من خلف الغيوم البيضاء على لثم خصلات شعره الفاتحة المموجة ..والتي كانت تحيط بوجهه الأبيض وتضفي إليه ذاك المنظر الرجولي الفاتن
طريقه كان هادئاً ونادراً ما رأى أي مسافرين ، أو حتى مشاة ..وبما أنه شديد الطول فإنه قرر الإسراع حتى يعود باكراً ويراها
تألَقت الإبتسامة على شفاهه بإجلال ، وفكَر قليلاً بكلماته والدته ..-كومة القذارة ؟ - إنها لأطهر من أن تكون كذلك ولأشد جمالاً ، وروعة ، ورقَة ..يكفيه منها تلك الإبتسامة التي تضعها على وجهها كل صباح وتستقبله بها لتجعل يومه حافلاً ، وسعيداً
توقَف خيله أمام سيدة عجوز تحمل في يدها اليمنى سلة متوسطة الحجم مملوءة بالفراولة والتوت البري الأحمر الشهي
رمقته بعينيها المجعدتين والذابلتين ..وابتسمت له ببراءة العجائز الطيبين 
" أتشتري مني يا سيدي ؟؟ "
" وهل فاكهتكِ لذيذة ؟ "
عقدت حاجبيها بضيق لسؤاله الوقح بالنسبة إليها ، لكن إبتسامتها سارعت بالعودة إلى شفاهها المترهلة وأجابته ببطء
" فاكهتي ليس لها مثيل ..فهي حلوة كالسكر ، وتصلح قلوب المحبين ، بل وتجبر القلب المملوء بالرفض على الحب 
إن فهمت ما أقصد .؟ "
قهقه ضاحكاً من كلماتها المنمقة ، والتي كانت بالطبع مختلقة من قبلها ..أخذ نفساّ عميقاً ، ولاحظ لهفتها لإجابته 
" سأشتري منكِ السلة بأكملها ..هل يرضيك ِ هذا .؟ "
توسعت عيناها وكأنها لم تصدق أن هناك من سيشتري فاكهتها الطازجة ، والتي على الرغم من طعمها الرائع فإن لا أحد يشتري منها شيئاً ..، لوَحت له بامتنان وهي تراه يرحل وبيده سلَتها الثمينة ..تاركاً بيدها قطعة ذهبية ، صافية 
تابع طريقه والذي لم يعد هادئاً بعد أن أقترب من منزله 
عندما وصل أسرع السائس إليه والتقط منه سرج حصانه الفرنسي البالغ الطاعة ..والوحشية في ذات الوقت 
" كلاوس ..!! "
صاحت بها ببهجة ، وقفزت الدرجات البيضاء الرخامية على عجل ، وأطراف ثوبها الوردي تتحرك معها برشاقة 
تدَفق الدم إلى وجهه ، وعادت الحياة عند سماعه لصوتها ..وضع السلَة جانباً واستقبلها بيدين مفتوحتين على وسعهما
ألقت بنفسها بين يديه ، وكان حضنه لها المكان الآمن ، الدافئ ..
أغرقت وجهها في كتفه العريض ، تاركة خصلات شعرها الداكنة الحمرة تلامس وجهه ، وتلثمه بشغف ، ابتعدت عنه وشرعت تثرثر بسعادة أمامه 
" استيقظت اليوم ولم أجدك ..لقد خفت حقاً من أن تكون قد سافرت مجدداُ إلى باريس ولم تودَعني .."
" آه ، لا ..ذهبت لأداء بعض الأعمال فقط ...أخبريني كيف هي الحمى ؟ هل رحلت ؟؟ "
لم ينتظر إجابتها أبداً ، ووضع كفه على جبينها الواسع الأبيض وابتسم برضا بعد أن لاحظ درجة حرارتها المعتدلة ..
التقط السلة من الأرض وقدمها إليها ...أخذتها بحبور ،و بدت سعيدة جداً بهديته العادية
" شكراً لك كلاوس ..أنا أحب ثمار التوت والفراولة بشدة .."
أحاط كتفها بذارعه القوية ، ومشيا جنباً إلى جنب إلى داخل المنزل حيث التقطت الخادمة السلة منها لتغسل الفاكهة 
" أخبرتني السيدة التي اشتريت منها السلة ..إنها لن تبيعني إلا إذا وعدتها بأن اعطيها لآنسة جميلة ..أتظنينني وفَيت بوعدي."
أحمرت خجلاً وجلست على الأرض قرب قدميه ، مسندة رأسها إلى فخذه ..وكردَ فعل طبيعي لما يحدث بينهما دائماً فقد راح يمسح على خصلات شعرها الناعمة ..ملاطفاً إياها من حين لآخر ، فقط ليجعلها تبتسم ، ليجعلها تضحك 
وفي النهاية طلب منها أن تعزف له على البيان..ففعلت والشعور بالبهجة يغمرها ويغرقها بلطف 
تأملها جيداً عندما جلست فوق المقعد وانحنت فوق مفاتيح البيانو تعزف له معزوفته الدائمة ، وتغني له بصوتها الناعم 
تأمَل جيداً جانب وجهها الأيمن المبتسم ، عيناها الزبرجديتين البرَاقتين ، أصابعها اللطيفة التي ترتفع وتعيد خصلات شعرها خلف أذنها ..وما تزال تدعوها – كومة القذارة – 
كيف له أن يتخلى عنها ؟ كيف له أن يتركها تقاسي الوحدة والدموع ، تقاسي المطر البارد الذي يخترق جسدها كالإبر المؤلمة
فقط مثلما كان يفعل ..وفعل في تلك الليلة الباردة التي وجدها بها 
أغمض عينيه ليستمتع بصوتها الملائكي العذب ..لكن ذكرى لقاءه السابق بوالدته استولى على كل تفكيره ..وبدون أن يعرف كان صدى كلماتها يدوي في رأسه بطنين مزعج
" يكفيك رعاية لها طوال هذه السنين ..ضعها في أي مدرسة داخلية وتكون قد قدمت لها أكبر معروف في حياتها"
" مالَذي سيقوله الناس عنك ؟ آوه إنهم يتحدثون عنك منذ زمن حقاً ..! الرجل الشاب الذي يعتني بفتاة لا يعرفها منذ أعوام 
أنتَ في السادسة والعشرين كلاوس ..وتلك الفتاة لم تعد طفلة مؤكد ..لقد بلغت عامها السابع عشر ومن المخزي ، والمثير للريبة أن تعيش فتاة شابة برفقة شاب لا يمتَ إليها بصلة فقط .العطف والرحمة "
" دع عنك هذه المشاعر جانباً، نحن في حرب الآن ..ويجب أن تتزوج حالاً وتنجب لنفسك َ وريثاً ، أين ستضع ثروة عائلة ليدوين ؟ تكلَم ."
ضاقت عيناه بإنزعاج ، ومال بجسده للأمام بسرعة ، مسنداً رأسه إلى راحة يده المرتجفة بحنق ، وغضب 
أيقن توقَف صوت الموسيقى ، وانبترت كلمات الأغنية في فمها فجأة .. شعر بها تقترب وتجلس قرب قدميه كما تفعل دائماً 
سألته بقلق 
" كلاوس؟ هل أنت َ بخير ؟ ، هل أطلب الطبيب ؟ "
ابتسم لها بتهازوء ، وقرص أنفها بالطريقة ذاتها 
" لا داعي لذلك جورجي ..أنا بخير ، تذكَرت شيئاً مزعجاً فقط "
نهض من مقعده على عجل ، و أحس بحزن عينيها يخترقه ، إنها تعرف جيداً سبب ضيقه ..ومعرفتها هذه هي أكبر شيء يؤلمه
" سأذهب للمكتبة ..! "
خرجت من فاهه بصعوبة وانسحب من أمامها ، محاولاً جهد إمكانها عدم الإلتفات إليها ...إنه إذا فعل فقد يرتكب حماقة ما 
أحضرت لها الخادمة الفاكهة بعد أن غسلتها ورتبتها في طبق خزفي أنيق
" آنسة جورجيانا ..ألن تأكلِ ؟ "
انتبهت للحزن البادي عليها ، وأدركت سببه على الفور ..مسحت برفق فوق كتفيها وجذبتها معها إلى غرفتها 


مضت الأيام عاديَة بعد ذلك ، وحرصت جورجيانا على عدم إظهار ألمها أمامه ، وبالمقابل فإنه تجاهل ما حدث كلياً 
حياتهما كانت بالغة الهدوء ..وكثيراً ما يقضيان وقتهما في المكتبة أو يتنزَهان في الغابة أو الحديقة
كان خارج المنزل ذات يوم ، وقضت نهارها كله في الحديقة تهتم بالورود وتسقيها ..بل وتغني لها لتنمو بسرعة 
عندما باغتها ظل أسود لجسدِ محدودبٍ قلب حياتها جحيماً ، ومزَق سعادتها بقسوة وبشاعة ..






نهاية الفصل الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zomorodah.banouta.net/t8599-topic http://ask.fm/IamTheBestGirl352
Đάrkήεss Άήgεlά
حًلًلْتي ،، فنورتينـآ بطلتَك
حًلًلْتي ،، فنورتينـآ بطلتَك
Đάrkήεss Άήgεlά


المُشآركًـآتِ : 38
تّقيِميُ : 2
دولـآرٍي : $10
الرّدود الجميلة : 0
بَلًدِي : Egypt <3
أوسمتي
أوسمتيً:


رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..! Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..!   رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..! Emptyالسبت 16 أغسطس 2014, 20:45

لقت آنتهيت آخيرآ من آلبآرت آلآول
آعلم آنه طويل جدآآ
آتمني آن يعجبكم
سأكملهآآ آذآ وجدت ردودآ


جآنآآ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zomorodah.banouta.net/t8599-topic http://ask.fm/IamTheBestGirl352
 
رواية "عناق الشمس والقمر " ابقي على قيد الحياة ، وانتظريني ..!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» غروب الشمس ايه من ايات الله
»  [we pirates]ومن من،ـآ لآيحب شروق الشمس [تواقيع, رمزيآت]
» رواية فتيات الزهور
» رواية رجه واستهبال وضحك بنات المتووسطط
» رواية البؤساء ( الملخص )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حي البنات :: مٌنتَزَه الحيْ :: حكت لي جـدتيً-
انتقل الى: