سويتلكم تقرير عن العفة بتمنى انو يعجبكم
المقدمة :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
لقد حرص الإسلام على أن يتحلى المسلم بالأخلاق الحميدة، ومن هذه الأخلاق الحميدة ، ومن هذه الأخلاق العفة ، فالعفة خلق إيماني رفيع ، العفة صبر وجهاد واحتساب ، العفة قوة وتحمل وإرادة ، العفة صون للأسرة المسلمة من الأهواء والانحرافات والشذوذ ، العفة دعوة إلى البعد عن سفاسف الأمور وخدش المروءة والحياء ، العفة لذة وانتصار على النفس والشهوات وتقوية لها على التمسك بالأفعال الجميلة والآداب النفسانية ، العفة إقامة العفاف والنزاهة والطهارة في النفوس ، وغرس الفضائل والمحاسن في المجتمعات ، حقا .. إنها عفة الإسلام ، التي تضبط سلوكيات الآدميين عن الانحراف إلى مهاوي الرذيلة والانحطاط ، وتحفظ إراداتهم وشهواتهم عن الانخراط في الزلل وعدم الانضباط . وبحثيي هذا سيحتوي على مفهوم العفة وثمراتها وأنواعها وأمثلة عليها فأتمنى أن ينال أعجابكم .
الموضوع:
لقد حرص الإسلام على أن ينأى بالناس عن الشهوات الحيوانية ، والأخلاق الشيطانية ، والنفس بطبيعتها كثيرة التقلب والتلون ، تؤثر فيها المؤثرات ، وتعصف بها الأهواء والأدواء ، فالنفس أمارة بالسوء ، تسير بصاحبها إلى الشر ، فإن لم تُستوقف عند حدها ، وتلجم بلجام التقوى والخوف من الله ، وتأطر على الحق أطرا ، وإلا فإنها داعية لكل شر وهوى ومعصية ، والنفس بطبيعتها إذا أُطعمت طعمت ، وإذا فوضتَ إليها أساءت ، وإذا حملتها على أمر الله صلحت ، وإذا تركت إليها الأمر فسدت ، والعفة تأتي لتهذيب النفس وتزكيتها من أهوائها وشهواتها ، لتتجلى فيها مظاهر الكرامة الإنسانية ، وتبدو فيها الطهارة والنزاهة الإيمانية ، نعم. إن العفة هي طلب العفاف والكف عن المحرم الذي حرمه الله جلا وعلا والاكتفاء بما أحلّ سبحانه وتعالى وإن كان قليلاً .
مفهوم العفة :
لغة : الأمتناع عن الشيء
شرعاً : ترك ما لا يحل إلى ما يحل
المفهوم العلمي : حصول حالة للنفس تمتنع بها عن محارم الله عز وجل في كل شيء : المأكل والمشرب وغيرها من الأعمال .
أنواع العفة:
عفة الجوارح: المسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام فلا تغلبه شهواته، وقد أمر الله كل مسلم أن يعف نفسه ويحفظ فرجه حتى يتيسر له الزواج، فقال تعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله} [النور: 33].
وحث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج طلبًا للعفة فقال : (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجَاء ). [متفق عليه].
عفة الجسد:
المسلم يستر جسده، ويبتعد عن إظهار عوراته؛ فعلى المسلم أن يستر ما بين سرته إلى ركبتيه، وعلى المسلمة أن تلتزم بالحجاب، لأن شيمتها العفة والوقار، وقد قال الله -تبارك وتعالى-: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} [النور: 31]، وقال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا} [الأحزاب: 59].
وحرَّم الإسلام النظر إلى المرأة الأجنبية، وأمر الله المسلمين أن يغضوا أبصارهم، فقال: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} [النـور: 30].
وفي الحديث القدسي: (النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها من مخافتي أبدلتُه إيمانًا يجد حلاوته في قلبه) [الطبراني والحاكم].
العفة عن أموال الغير:
المسلم عفيف عن أموال غيره لا يأخذها بغير حق . كما أن المسلم يتعفف عن مال اليتيم إذا كان يرعاه ويقوم على شئونه، فإن كان غنيَّا فلا يأخذ منه شيئًا، بل ينمِّيه ويحسن إليه طلبًا لمرضاة الله -عز وجل-، يقول تعالى: {ومن كان غنيًا فليستعفف} [النساء: 6].
عفة المأكل والمشرب:
المسلم يعف نفسه ويمتنع عن وضع اللقمة الحرام في جوفه، لأن من وضع لقمة حرامًا في فمه لا يتقبل الله منه عبادة أربعين يومًا، و يقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [البقرة: 172].
وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الأكل من الحلال، وبيَّن أن أفضل الطعام هو ما كان من عمل الإنسان، فقال الله صلى الله عليه وسلم: (ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) [ رواه البخاري]
عفة اللسان:
المسلم يعف لسانه عن السب والشتم، فلا يقول إلا طيبًا، ولا يتكلم إلا بخير، والله -تعالى- يصف المسلمين بقوله: {وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد} [الحج: 24]. ويقول عز وجل عن نوع الكلام الذي يقبله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر: 10].
ويقول: (ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان ولا الفاحش ولا البذيء) [الترمذي]. وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الصدق في الحديث
التعفف عن سؤال الناس:
المسلم يعف نفسه عن سؤال الناس إذا احتاج، فلا يتسول ولا يطلب المال بدون عمل، وقد مدح الله أناسًا من الفقراء لا يسألون الناس لكثرة عفتهم، فقال تعالى: {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافًا} [البقرة: 273].
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غِنًى، ومن يستعففْ يُعِفَّهُ الله، ومن يستغنِ يُغْنِه الله) [متفق عليه].
عوامل تحقيق العفة .
1. تحقيق الإيمان الذي يُنشىء مملكة الضمير في نفس المؤمن فيستحضر الخوف والحياء وتذكّر الآخرة واستشعار عظمة الله ويكون باعثا على قمع الشهوة في النفس ودرءها عن تجاوز الحد " معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي " .
2. التربية الروحية من صبر ومجاهدة في ذات الله جل وعلا ، بدوام الصلة بالله تعالى من ذكر ودعاء وتضرع وتبتل والتجاء إليه ، وقراءة للقرآن الكريم بتدبر وتأمل مع الفهم لمعانيه والتعقّل لأسراره وحكمه .
3. تربية النفس بالصوم فإنه مما يعين على زكاة القلب ، وطهارة النفس ، وبه تنحصر وتضييق مجاري الشيطان " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء "
4. توعية الجيل المسلم بتعزيز المنافع والمصالح التي تنشئ العفة والتزام أمر الله عز وجل في الحياة اليومية ، مع بيان الآثار السلبية النفسية والاجتماعية والعقلية والروحية للنشء لكل من سلك طريقا غير طريق العفة " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " .
5. التقرب إلى الله سبحانه بالنوافل بعد الحرص العظيم على الالتزام بالواجبات والوقوف الجازم عند الحدود والفرائض " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحبَّ إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ..الحديث " [رواه البخاري ] .
6. أن يطالع القلب أسماءَ الله وصفاته وأفعاله التي يشهدها ويعرفها ويتقلّب في رياضها ، فمن عرف الله وحده بأفعاله وصفاته باعتقاد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ومن بعدهم من سلف الأمة الأخيار من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه هداه وأعانه وسدد على الخير خطاه .
7. انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى والتذلل له سبحانه والخشوع لعظمته بالقول والبدن والالتجاء إلى الله عز وجل عما يصون النفس عن كل حرَّم الله مع تقوية عزمه في مواجهة هذه المغريات والمثيرات في زمن يُسِرِّت فيه سبل الغواية ، و كثرت فيه طرق الفاحشة وتنوعت " ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال: إني أخاف الله " [ رواه البخاري ] .
8. التوسع على النفس وأخذ المباح ، فالنفس بطبيعتها مجبولة على ما أودع الله فيها من فِطَر وغرائز فتصريفها فيما أحل الله عز وجل باب عظيم لسد أبواب من الشر ، وغلق مفاتيح الفتنة ونزوات الشهوة .
9. تحيّن وقف النزول الإلهي لمناجاته جل وعلى ودعائه بالثبات على هذا الدين ولزوم الصراط المستقيم ، مع تلاوة كلامه والتأدب بآداب العبودية بين يديه ، ثم ختْم ذلك بالاستغفار والتوبة النصوح فالله جل وعلا يقول " تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطعما ومما رزقناهم ينفقون " .
10. البعد كل البعد عن كل طريق يحول بين القلب وبين الله تعالى وذلك لا يتحقق ولا يكون إلا بالبعد عن أنواع السيئات وألوان المحرمات وصور الموبقات ، فالقلوب إذا فسدت فلن تجد فائدة فيما يصلحها من شؤون دنياها ولن تجد نفعا أو كسبا في أخراها "يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم " .
11. التربية الفكرية من غرس المفاهيم والموازين الشرعية ذات العلاقة بالاستعفاف كالعلم بالأحكام الشرعية المتعلقة بالجانب الأخلاقي في المجتمع المسلم والتعرف على بواعث وأسباب الانحراف الخلقي وآثار ذلك الانحراف على الفرد والمجتمع والتعرف على وسائل الإصلاح الذاتي والاجتماعي ومنهج التربية الاسلامية ووسائل الاستعفاف وإدراك دور المفسدين و أعداء الإسلام في إفساد المجتمع المسلم ومعرفة مكائدهم وخططهم في هذا المجال.
من ثمرات العفة .
1. تحقيق المروءة التي ينال بها الحمد والمجد والشرف في الدنيا والآخرة التي تقود إلى الارتقاء في سماء الفضيلة ، والبعد عن حضيض الرذيلة ، والوقوف بالشهوات عند الحد الذي خلقت من أجله ، وفق المنظور الشرعي ، والمفهوم الأخلاقي .
2. نقاء المجتمع وطهارته من المفاسد والمآثم والرزايا والمصائب والعقوبات الربانية وسلامته من أضرار الخبث الفواحش
3. الفلاح بثناء الله تعالى " قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ .. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ " .
4. الفوز بالجنة والنعيم المقيم في الآخرة " أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " .
5. حفظ الفروج عن الفواحش مما تزكو به النفوس ، وتسلم به المجتمعات ، ويحفظ به الأمن ، وتصان به الأعراض " من يضمن لي ما بين رجليه وما بين لحييه أضمن له الجنة " [ رواه أحمد ] .
6. السلامة والنجاة من نار السموم " ثلاثة لا ترى أعينهم النار عين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله " [ رواه الطبراني ] .
7. قوة القلب ونعيمه وطيب النفس وانشراح الصدر فصاحبها مستريح النفس مطمأن البال " ألا بذكر الله تطمأن القلوب "
8. وفرة العقل ونزاهة النفس وكمالها وعزها وقلة الهم والحزن والغم .
9. صون الأعراض وصيانتها عن الحرام والرذيلة ومواضع الآثام " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم " .
10. تنمية روح الغيرة في النفس والتي هي سياج منيع لحماية المجتمع من التردي في مهاوي الرذيلة والفاحشة والتبرج والسفور والاختلاط المحرم .
أسباب ضياع العفة .
1. تسخير الإعلام بأنواعه من مقروء ومسموع ومشاهد لبث ما يثير مكامن الشهوة ويخمر العقل ويفسد الروح مما يفسد على الناس عفتهم ويضعفها .
2. الإعجاب بنظم الغرب وتقاليده ، والانبهار بحضارته ومدنيته ، مما يدفع بكثير من الناس إلى السفر إلى مواقع تتجلى فيها إشاعة الفاحشة ونشر بواعثها ومثيراتها من نشر للأغاني الساقطة والأفلام الآثمة والمشاهد الفاضحة والمجلات الهابطة والروايات الساقطة .
3. تعرية المرأة وتحريرها واستعبادها وإخراجها من بيتها للتمثيل والإبداع في مسابقات الجمال وعروض الأزياء والفنون الجميلة وغيرها مما يجلب الفساد والإفساد للمجتمعات .
4. تيسير المحرم وتكثير سبل الغواية وطرق الفاحشة وتنوعها في الأسواق والطرقات والمحلات والمراكز الضخمة والشركات الهائلة إلى غير ذلك ..
5. التساهل من المسلمين في إدخال الرجال والخدم في البيوت واختلاطهم في المراكب والمساكن وأماكن الترفيه مع النساء والفتيات وضعاف النفوس .
6. الأسواق العامة وما فيها من اختلاط وتبرج ودعوة إلى الإثارة والإغراءات المحرمة من كشف للوجه وتجميل له وإبداء لمفاتن الجسد .
7. الدعوة لحرية للفن والترويج له وكسر القيود أمامه وصرف طاقات وشباب وعقول الأمة لهذا العفن .
8. وسائل ومنتديات الترفيه غير البريء كحفلات الموسيقى والرقص والغتاء والمسارح الهابطة والنوادي المشبوهة ودور السينما الرديئة .
9. غياب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر والتساهل فيه وعدم الاهتمام به والرفع من شانه وأنه صمام المجتمع .
10. معوقات الزواج من مغالاة في المهور واشتراط التكاليف الباهضة للحياة الزوجية والمبالغة في اشتراط المؤهلات العلمية والمكانة الاجتماعية العالية للشباب مع اشتراط بعض الأسر الزواج لبناتهن حسب تسلسل أعمارهن .
العفة في البيت النبوي .
1." إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي ، ثم أرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون من صدقة فألقيها " [ رواه البخاري ] .
2. أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كخ كخ ، ارم بها ، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة " [ رواه البخاري ] .
3. مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق قال " لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها " [ رواه البخاري ] .
مواقف عفيفة .
1. نبي الله يوسف عليه الصلاة السلام وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين .
2. عثمان بن أبي طلحة رضي الله ومرافقته لأم سلمة رضي الله عنها في هجرتها ، لمّا فرق قومي بيني وبين ابني وهاجر زوجي إلى المدينة مكثت أيامًا أبكي أخرج إلى خارج داري ثم أعود إليه , فقام رجل من بني المغيرة رآني على حالي فرق لي , وقام إلى قومي وقال : ألا تخرجوا هذه المسكينة فرقتم بينها وبين زوجها وابنها , قالت : فتركوني أهاجر إلى المدينة وأعطتني بنو أسد ـ قوم زوجها ـ ابني , فأخذت ابني فوضعته على حجري وركبت بعيري وسرت وليس معي أحد إلا الله , حتى إذا أتيت إلى التنعيم ـ موضع قريب من مكة تجاه المدينة ـ لقيني عثمان بن أبي طلحة أخا بني عبد الدار , فقال : إلى أين يا ابنة أبي أمية ؟ فقلت : أريد المدينة , فقال : أو ما معك أحد ؟ فقلت : لا , قال : مالك من مترك ؟ ( أي كيف أتركك تسافرين وحدك ) فأخذ بخطام بعيرها فسار معها , قالت أم سلمة : فما رأيت قط رجل أكرم في العرب من عثمان بن طلحة , كان إذا جئت إلى مستراح أوقف بعيري وتأخر عني فإذا نزلت عن بعيري أخذ ببعيري وتأخر بالبعير فربطه في الشجرة واضطجع تحت الشجرة , فإذا حان موعد الرحيل جاءني بالبعير فترك البعير وتأخر عنّي , فإذا ركبت البعير جاء وأخذ !
البعير وسار بي على ذلك أيامًا متتالية حتى قرب من المدينة فرأى قرية عمرو بن أبي عوف فقال : يا ابنة أبي أمية , زوجك في هذه القرية , فقالت : فدخلت القرية فوجدت أبا سلمة , قالت أم سلمة ـ تحفظ الجميل لهذا الرجل ـ: فما رأيت رجلاً أكرم من عثمان بن طلحة قط في العرب .
الخاتمة :
وأخيرا ..
ليس الظريف بكامل في ظرفه حتى يكون عن الحرام عفيفا
فإذا تعفف عن معاصي ربه فهناك يُدعى في الأنام عفيفا
وهنا يتوقف القلم عن الكتابة ، ولكن لقد استمتعت كثيراً ، أثناء كتابتي لهذا الموضوع ، ولا نقول سوى الحمد لله والشكر له على عفة مجتمعنا المسلم ، وما أعجبني هو حرص الإسلام على العفة .ومرتبة العفيف عند الله تعالى ، و أقول لكم إن كان بحثي قد نقصه شيء ، فليس التقصير مني فقط بل من الشيطان فأعتذر من هذا النقص ، فالكمال لله وحده سبحانه .
ومن وصاياي تقوية الصلة بينك وبين الله . الأقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام بالأضافة الى أشرف الانبياء والمرسلين وأرجو من الجميع الانتباه والحذر من رفقاء السوء فهم الطريق الأول إلى الحرام .
كما أنني توصلت آلى أن العفة ليست مجرد كلام يقال أو يطرح أنما هي برنامج حياة وأدب وخلق ، ومن أراد السمو والمروءة فل يتحلى بهذه الصفة الجليلة المشرفة .