بسم الله الرحمن الرحيمhttps://www.youtube.com/watch?v=l5PTibNSgMg
كل مؤمن له أمنية أن يكون قريب من حبيبه..والله تعالى يعلم أن له عبادا
يحبونه حبا شديدا ويحبون أن يقتربوا منه لذا جعل لهم موعدا ينزل فيه إلى
السماء الدنيا
في كل ليلة ليرحمهم ويجيب دعائهم ويكلمهم ويكلمونه
قال صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر
فيقول: (من يدعوني فأستجيب له،، من يسألني فأعطيه،، من يستغفرني فاغفر له) ويستمر حتى يطلع الفجر”لله تعالى عباد يحبونه ويتشوقون للقائه كل ليلة،، وينتظرون هذا الثلث الأخير من الليل بفارغ الصبر،،
ولا يزالون يجاهدون أنفسهم بالنوم إلى أن يفوزوا مع من فاز بهذا الوقت الشريف إنه وقت شريف عزيز،، فيه روحانية عجيبة
.*.
لكن.. كيف نعرف أن الثلث الأخير من الليل بدأ..؟يختلف الثلث الأخير من مدينة لأخرى،، ومن الصيف والشتاء..
ويحسب بمعرفة وقت أذاني المغرب والفجر.. ثم حساب عدد الساعات بينهما وقسمتها على ثلاثة
فإذا كان عدد الساعات بين المغرب والفجر 6 ساعات بعد قسمتها على 3… ليكون الثلث الأخير من الليل يبدأ قبل أذان الفجر بساعتين
هذا الوقت أفضل وقت في الليل كله.. كم من تائب غفر ذنبه في هذا الوقت،، وكم من سائل فرجت مصيبته بعد دعائه في هذا الوقت،،
وكم من مسلم يئس من دمعة عينيه خشية لله وتفاجأ بدمعته تنزل بسرعة في هذا الوقت…
ومن اختبار الله لعباده جعل الوقت الذي ينادي فيه العباد هو الوقت المتأخر من الليل ليهتم بذلك من كان صادقا في رغبته بفضل الله ورحمته…
فإذا قاوم العبد رغباته وملذاته وتوجه إلى ربه
وقف بين يديه في هذا الوقت الشريف العزيز فإنه تعالى يعطيه أكثر مما ترك
ويفتح له من الرحمات ما لم يخطر على بال…
من كان يداوم على الثلث الأخير من الليل ويذوق حلاوته،، لا يستطيع أن يغفل عنه
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا،، إن الظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه يدعوا عليك،، وعين الله لم تنمِ…
قال
النبي صلى الله عليه وسلم:” إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل
الله فيها خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة”
البعض يستغل هذا الوقت للشكوى من ظالمه.. فهذا من حقه لأنه تعالى كفل له هذا الحق
من المعروف أن الثلث الأخير من الليل خطر على الظلمة لأن من الناس من اعتاد على قيامه،، وربما يتذكر ظالمه فيدعوا عليه
وقد سئل الإمام علي بن أبي طالب كم الفرق بين الأرض والعرش،، فقال:“بيننا وبين العرش دعوة مظلوم”
روي أن وزيرا اعتدى على أموال امرأة عجوز وسلبها حقوقها وصادر أملاكها ذهبت إليه تبكي وتشكو من الظلم فما أعطاها حقها،،
قالت لأدعو الله عليك ضحك عليها باستهزاء وقال لها عليكِ بالثلث الأخير من الليل
ذهبت
العجوز وداومت على الدعاء في الثلث الأخير من الليل وبعد وقت قصير عُزل
الوزير وسلبت أمواله وأخذوا عقاره وجلدوه على مرأى من الناس تأديبا له على
أفعاله..
ومرت عليه العجوز وقالت أحسنت لقد وصفت لي الثلث الأخير من الليل وجدته أحسن ما يكون
اللهم اجعلنا ممن يقوم الليل والناس نيام